قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من على منبر الأمم المتحدة اليوم الجمعة إن إسرائيل على عتبة إقامة علاقات مع السعودية، معتبرا أنه لا يجب منح الفلسطينيين حق الفيتو على العلاقات الإسرائيلية العربية ويأتي هذا التصريح بعد أيام من إعلان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أنّ بلاده تقترب من تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، مشددا في الآن ذاته على أهمية القضية الفلسطينية بالنسبة إلى المملكة.
وقال نتنياهو إن “الاتفاقات المبرمة عام 2020 لتطبيع العلاقات مع ثلاث دول عربية كانت بمثابة إشارة إلى فجر عصر جديد من السلام”، مضيفا “أعتقد الآن أننا على عتبة اختراق أكثر أهمية في سلام تاريخي بين إسرائيل والسعودية”.
وتابع “مثل هذا السلام سيقطع شوطا طويلا نحو إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وسيشجع الدول العربية الأخرى على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل”.
ورفض نتنياهو بشدة إصرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطابه أمام الأمم المتحدة الخميس على أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط دون دولة فلسطينية.
وتابع أنه “يجب ألا نمنح الفلسطينيين حق النقض على معاهدات السلام الجديدة مع الدول العربية”، مضيفا “يمكن للفلسطينيين الاستفادة بشكل كبير من سلام أوسع نطاقا. ويجب أن يكونوا جزءا من هذه العملية. لكن لا ينبغي أن يكون لهم حق النقض على العملية”.
وقال إن “التطبيع مع السعودية يجري العمل عليه بالفعل”، مشيرا إلى الممر الجوي الحالي لشركات الطيران الإسرائيلية فوق الأراضي السعودية والخطة الطموحة التي أعلنها بايدن هذا الشهر لجعل البلدين جزءا من شبكة للسكك الحديدية والشحن من شأنها أن تمتد من الهند إلى البحر المتوسط.
وأوضح نتنياهو مشروع السكك الحديدية من خلال رسم خط أحمر على خريطة للمنطقة في محاكاة لخطاب ألقاه في الأمم المتحدة عام 2012 رسم خلاله “خطا أحمر” لمسعى إيران النووي.
وقال “اليوم أحمل هذا القلم الأحمر لإظهار نعمة عظيمة”، واصفا التطبيع مع السعودية بأنه “تغيير استثنائي، وتغيير هائل، ومحور آخر للتاريخ”.
وشدّد على ضرورة مواجهة إيران بتهديد نووي ذي مصداقية، قبل أن يصحّح مكتبه التعبير موضحا أنه “خطأ في القراءة”، وأن المقصود “تهديد عسكري”.
واعتبر نتنياهو أن التهديد الذي يشكله الزعماء الدينيون في طهران يدفع إسرائيل إلى التقارب مع العالم العربي، حيث باتت حكومته على أعتاب التطبيع مع السعودية.
وقال “طالما أنا رئيس حكومة إسرائيل سأبذل كل ما في قدرتي لأمنع إيران من التزوّد بسلاح نووي”. وأضاف “قبل كل شيء، يجب مواجهة إيران بتهديد نووي ذي مصداقية”.
وأكد ولي العهد السعودي منذ يومين أن الرياض وتل أبيب تقتربان أكثر من أي وقت مضى من إقامة علاقات رسمية، قائلا إن “المفاوضات تجري بشكل جيّد حتى الآن”، معربا عن أمله في أن تفضي إلى “نتيجة تجعل الحياة أسهل للفلسطينيين وتسمح لإسرائيل بأن تلعب دورا في الشرق الأوسط”.
وقامت إسرائيل بتطبيع العلاقات مع بعض الدول العربية في السنوات الأخيرة في إطار “اتفاقات أبراهام” المدعومة من الولايات المتحدة، لكن السعودية رفضت إقامة علاقات رسمية مع الدولة العبرية قبل أن يتمّ حل القضية الفلسطينية وفق المبادرة العربية التي أُقرت قبل عقدين في قمة بيروت
وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان قد قال في تصريح متلفز هذا الشهر “إنه لا حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلا بحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي المحتلة”، مشيرا إلى أن “الناس بدأت تفقد الأمل في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي”.
وتصاعد خلال الآونة الأخيرة الحديث في الإعلام العبري حول مطالب سعودية من الولايات المتحدة التي تقود وساطة لاتفاق تطبيع بين المملكة وإسرائيل.
وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن الرياض طالبت بأن تدعم الولايات المتحدة برنامجا نوويا مدنيا في المملكة يتضمن تخصيب اليورانيوم وهو ما أثار انقساما في الأوساط السياسية بإسرائيل وسط مخاوف من أن تفتح هذه الخطوة الباب لسباق تسلح نووي في المنطقة.
وتقود واشنطن جهود التوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، ضمن مساعيها لتسريع اندماج الدولة العبرية في الشرق الأوسط وترى أن من مصلحتها إقامة علاقات رسمية بين إسرائيل والمملكة.
ورجح مسؤولون أميركيون في وقت سابق إبرام اتفاق لتطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب قبل موفى العام الحالي، بالنظر إلى أن إدراة الرئيس جو بايدن ترغب في حسم هذا الملف قبل انشغاله في حملته الانتخابية لولاية ثانية في البيت الأبيض.