عقد وزراء خارجية كلّ من مصر وقطر والسعودية والأردن والإمارات وفلسطين اجتماعا تنسيقيا، اليوم السبت 4 نوفمبر، مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في العاصمة الأردنية عمّان، في سياق الجهود العربية المستهدفة للتوصّل إلى وقف الحرب الإسرائيلية على غزة وما تسبّبه من كارثة إنسانية.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إنّ الولايات المتحدة تعتقد أنّ الهدنة الإنسانية يمكن أن تكون آلية حاسمة لحماية المدنيين وإيصال المساعدات وإخراج الأجانب من غزة.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيريه الأردني، أيمن الصفدي، والمصري سامح شكري، جدّد بلينكن تأكيد دعم الولايات المتحدة لـ”هدنات إنسانية” في غزة، لكنه قال إنّ واشنطن “تعتقد أنّ وقف إطلاق النار سيمكّن حركة حماس من البقاء وإعادة تنظيم صفوفها وتنفيذ هجمات مماثلة للهجوم الذي وقع في السابع من أكتوبر”، وفق ما نقله موقع قناة الحرة الأمريكية.
وفي معرض حديثه، شكر بلينكن مصر والأردن لجهودهما المشتركة في هذا الاتجاه، وقال: “أنا ممتنّ لمصر للعمل على آلية مع إسرائيل والأمم المتحدة، لإدخال المساعدات الإنسانية لغزة”.
وكشف أنّ تلك الجهود سمحت حتى الآن بدخول مائة شاحنة محمّلة بالمساعدات يوميا “لكن ذلك غير كاف”، وفق تعبيره.
وجدّد بلينكن موقف واشنطن الداعم لإسرائيل وما يعتبره حقّها في الدفاع عن نفسها، مشدّدا على ضرورة تجنيب المدنيين تبعات الحملة العسكرية التي تخوضها. وقال إنّ “رؤية جثة أيّ طفلة أو طفل من غزة تُنتشل من تحت الركام تدمي القلب.. كأنني أرى أطفالي”.
وأشار بلينكن إلى تواصل جهود إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة.
وبينما حثّ على ضرورة التكفّل بالجرحى، شدّد على أنّ جهود إجلاء حاملي الجنسيات المزدوجة مستمرة.
وقال أيضا إنّ واشنطن قلقة بسبب العنف الذي يتعرّض له الفلسطينيون في الضفة الغربية. وتابع: “علينا تجنّب شيطنة البعض للبعض الآخر”، مضيفا: “نعمل سويّا لمواجهة كل هذه التحدّيات.. أمريكا ما تزال مقتنعة بحلّ الدولتين.. دولتان تعيشان في إطار الحرية والاستقلال”.
من جانبه، أوضح وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، أنّ هناك قلقا بالغا من الأوضاع في الضفة الغربية حيث يسمح للمستوطنين بقتل الفلسطينيين الأبرياء. وقال: “علينا إيقاف هذا الجنون ووضع حدّ لإزهاق الأرواح”.
وتابع: “القتل وجرائم الحرب يجب أن يتوقّفا، ويجب إنهاء تحصين إسرائيل من القانون الدولي”.
الصفدي أكّد أنّ هذه الحرب “لن تجلب الأمن لإسرائيل ولن تحقّق الاستقرار في المنطقة”، مشيرا إلى “الإصرار على المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار وإنهاء هذه الحرب”.
وبخصوص الحرب التي تقودها إسرائيل ضد غزة قال الصفدي: “نرفض توصيفها بالدفاع عن النفس”.
وزير الخارجية المصري، سامح شكري، قال من جهته إنّ “أحداث القتل المؤسفة التي يشهدها قطاع غزة لا يمكن تبريرها”.
وخلال كلمته، رفض “تبرير أفعال إسرائيل في حق الفلسطينيين باعتبارها دفاعا عن النفس”. وقال: “نطالب بوقف فوري لإطلاق النار دون شروط”.
وبالحديث عن قطاع غزة، بعد الحرب الجديدة بين إسرائيل وحماس، قال شكري: “من السابق لأوانه بحث مستقبل غزة الآن”.
وفي سياق كلمته، شدّد شكري على ضرورة التعجيل بعملية السلام، قائلا: “نطالب بالعمل على إعادة إحياء عملية السلام بين الإسرائيليين وبين الفلسطينيين في أسرع وقت ممكن”.