عتبر العضو السابق في الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، سامي بن سلامة، أنّ نسبة المشاركة في انتخابات المجالس المحلية تعكس الرفض الشعبي لخيارات رئيس الدولة قيس سعيّد.
وكتب بن سلامة تدوينة على صفحته بفيسبوك، تعليقا على نسبة مشاركة التونسيين في انتخابات المجالس المحلية والتي كانت في حدود 11.66%، قائلا: “رقم قياسي عالمي في نسب المشاركة الرسمية لم نرها في الهند ولا في السند ولا في تاريخ البشرية”.
واعتبر العضو السابق بهيئة الانتخابات أنّ 88.34% من التونسيين لم يشاركوا في الاقتراع، وفق نسبة المشاركة التي أعلنتها مساء أمس، هيئة فاروق بوعسكر.
وأشار إلى أنّ “نسبة المشاركة الهزيلة تعكس بوضوح شديد عدم قبول أغلبية الساحة من التونسيين، توجّهات قيس سعيّد”.
وأوضح بن سلامة في تدوينته، أنّ عدم مشاركة 88.34% من الناخبين يعكس عدم انخراطهم واختيارهم الصمت حاليا، في ظلّ عدم وجود بديل.
وشدّد على أنّ “النسب الهزيلة تبين المسؤولية الواضحة والجلية لهيئة الانتخابات في التدني الفاضح لنسب المشاركة منذ الاستفتاء في الدستور، مشيرا إلى أنّه نبّه إلى ذلك سابقا، وإلى أنّه مثل بسبب ذلك أمام القضاء.
وأكّد بن سلامة، أنّ العامل الأساسي في الانتخابات في أي دولة في العالم هو عامل الثقة في الدولة وفي مؤسساتها وفي الإدارة الانتخابية، معتبرا أن الثقة في الدولة تتمثّل في أن وظيفتها، دولة؛ الإنجاز ليس الثرثرة، وأنّ الثقة في الإدارة الانتخابية، تتمثّل في أنّها مستقلة ومحايدة وليست متذيلة للسلطة ولا تشرف على حملتها التفسيرية.
وقال العضو السابق لهيئة الانتخابات: “تاريخيا الشعب عاقب كل من حاول العبث معه، داعيا إلى العودة إلى الإحصائيات منذ 2011”.
واعتبر بن سلامة “أنّ النسبة الضعيفة للمشاركة في الاقتراع هي عقاب لأنّ هذه الانتخابات تعكس الفشل الذريع وتمثّل كارثة على الميزانية وضربة قوية لأي شرعية أو مشروعية”.
ومساء الأحد، أعلن رئيس الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات فاروق بوعسكر عن النسبة الأوليّة النهائيّة للمشاركة في الدورة الأولى من الانتخابات المحليّة حيث كانت في حدود 11.66٪.
وبلغ عدد المقترعين مليونا و59 ألفا و4 أشخاص من بين 9080987 مسجّلا في القائمات الانتخابية بصفة آليّة.
وشدّد بوعسكر قبيل الإعلان عن هذه الأرقام على أن هيئة الانتخابات لا تعلن إلا عن النسب الموجودة حقيقةً، ذلك أن الهيئة “مستقلّة وتعمل بحرفيّة وأمانة ونزاهة”. وأضاف أن الهيئة لم يكن في واردها مطلقا تغيير النتائج الموجودة في الصناديق أو تحسينها.