دعا الرئيس التونسي قيس سعيّد، وزير خارجيته نبيل عمار، خلال لقاء جمع بينهما، مساء الاثنين 23 أكتوبر 2023، إلى تكثيف العمل الدبلوماسي للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني “في مواجهة هذه المذابح التي تتكرر كل يوم على مرأى ومسمع العالم كلّه، فلا تمر ساعة واحدة بالليل أو بالنهار إلا وسقط خلالها عشرات الشهداء والمصابين نتيجة للقصف الوحشي الصهيوني، فضلًا عن قطع الماء والكهرباء والمستلزمات الطبية وأبسط مقومات الحياة”، وفق ما ورد في بيان للرئاسة التونسية.
وجاء في ذات البيان، الذي اطلع عليه “الترا تونس”، أن “شعوب العالم كله تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في مواجهة الجرائم الصهيونية بالرغم من كل محاولات التضييق، وبالرغم من كل المغالطات المفضوحة لقلب الحقائق من قبل أبواق الدعاية الصهيونية”.
وكلّف قيس سعيّد وزير الخارجية التونسي “بدعوة عدد من السفراء المعتمدين بتونس للمطالبة بتطبيق القانون الدولي الإنساني، فالعالم كله اليوم يشاهد على مدار الساعة تناثر أجساد الأطفال والنساء والشيوخ وهدم البيوت والمشافي. وعلى هذه الدول أن تضع حدًا لهذه الجرائم وللمغالطات، فهل تكفي 20 شاحنة بعضها نصف فارغ لأكثر من مليونين من أبناء شعبنا الفلسطيني بعد نصف شهر من القصف والتهجير والحصار؟”، وفق تعبيره.
وفي سياق متصل، تنقل سعيّد، مساء ذات اليوم، إلى مقر وزارة الداخلية بتونس العاصمة أين التقى وزير الداخلية وقيادات أمنية، وشدّد على “ضرورة مزيد التحلي باليقظة، ومواصلة السهر على حسن تأمين المظاهرات المندّدة بالعدوان الصهيوني على الأشقاء في فلسطين في كامل تراب الجمهورية حتى لا يندس فيها من له غايات أخرى في ضرب الأمن داخل تونس”، وفق تعبيره. يٌذكر أن هذه المظاهرات التي شهدتها تونس خلال الأسبوعين الماضيين، عرفت حرقًا لعدد من الأعلام لدول غربية وأيضًا العلم الإسرائيلي وكذلك دعوات لطرد سفراء دول غربية كفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، ومحاولات لاقتحام السفارة الفرنسية في قلب العاصمة. وفي نفس اليوم، انتقل سعيّد إلى منطقتي حي الانطلاقة والمنيهلة وتحدث أمام مجموعة من المواطنين قائلًا “شعبنا عربي وشعبنا واحد وسننتصر..”، في سياق الحديث عن العدوان الإسرائيلي على غزة، متابعًا ”إما أن ننتصر أو نستشهد”. وتعرض الرئيس التونسي لما أسماها “الدول التي تقول إنها تؤمن بحقوق الإنسان” في إشارة للدول الغربية، مؤكدًا أنها متواطئة ومضيفًا أن “لا مكان بيننا للخونة والعملاء ومن يتعاملون مع العدو الصهيوني”.
في وقت سابق، كان مندوب تونس بالأمم المتحدة طارق الأدب قد جدد، الجمعة 20 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تأكيد استنكار تونس وإدانتها الشديدة لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، داعيًا إلى ضرورة وضع حدّ لسياسة الإفلات من العقاب إزاء جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي تمعن سلطات الاحتلال في اقترافها على مدى أكثر من 7 عقود.
ودعا، في كلمة له في مجلس الأمن الدولي، المجتمع الدولي إلى أن يتحمّل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية لوضع حدّ لسياسات العدوان ومساءلة ومحاسبة قوات الاحتلال على ممارساتها من قتل وتشريد واستهداف للمدنيين والمنشآت المدنية وعقاب جماعي ضد الشعب الفلسطيني.
وشدد على أنّ الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة يمرّ حتمًا عبر سلام عادل وشامل على أساس قرارات الشرعية الدولية، مؤكدًا أنّ الحق الفلسطيني لا يمكن أن يسقط بالتقادم أو أن يُسقطه الاحتلال بالقتل والتشريد وقطع مقومات الحياة من ماء ودواء وغذاء وكهرباء، واستهداف المدنيين الأبرياء والبيوت والمستشفيات وطواقم النجدة والإسعاف وعمّال الإغاثة.