علق الباحث الجامعي في الحضارة والإسلاميات الدكتور غفران حسايني، على الفتوى الصادرة من مفتي السعودية، والتي قال فيها إن “إخراج زكاة الفطر نقدا مخالف للسنة النبوية”.
وأشار حسايني في عدد من التدوينات، نشرها على صفحته الرسمية على فيسبوك، إلى أن “الوهابية لم يبدوا أي موقف خلال العدوان على غزة طوال الأشهر الماضية، ولكنهم هاجوا بشأن النقاش على إخراج زكاة الفطر نقدا أو شعيرا”.
وقال حسايني: ” غزة أبادوا أهلها شهورا وشبابهم يرقصون في المهرجانات مع تركي آل شيخ والمجازر يوميا بالٱلاف في دماء المسلمين، ولم يعبروا عن أي موقف، وبمجرد أن تحدثهم عن إخراج زكاة الفطر نقدا، حتى يصابوا بهيجان الإبل ويقولون لا، نريد الشعير”.
وناقش الباحث التونسي الفتوى التي أصدرها مفتي السعودية عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ والتي اعتبر فيها أن “إخراج زكاة الفطر نقدا لا ثواب له”، مبينا أن المشكل مع علماء المذهب الوهابي “لا يوسعون على الامة في اجتهادات العلماء ولا يراعون تعدد الأقوال والآراء التي تستوعب تطورات الواقع وتحفظ للأمة اختلافها، بل يقولون مباشرة هذا خلاف السنة فقط، لأن النبي في زمانه أخرج زكاة الفطر طعاما”.
وتابع قائلا: السنة هي التي يفهمونها هم فقط بمنهجهم وطريقتهم، ولا يعترفون باختلاف ولا باجتهاد ولا بمجتهدين، ينتجون سنة بلا مقاصد وإسلاما بلا تطور ولا أفق من خلال إفتاء جامد بلا حياة وبلا روح وبلا ذوق”.
واعتبر الدكتور حساني إنه إذا تم الأخذ بالقياس الذي اعتمد عليه مفتي السعودية بشأن السنة النبوية، فإن السفر بالسيارة أو الطائرة إلى العمرة والحج مخالف للسنة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يركب الناقة، وعليه فإن الدعوة عبر التلفزيون والوسائل الاخرى مخالف للسنة لأن النبي كان يدعو في المسجد ويتوجه للناس من على المنبر، وعليه أيضا فإن صلاة التراويح بمكبرات الصوت من أعلى طراز في الحرم مخالف للسنة لأن النبي لم يستعملها”.
وبين الباحث التونسي أن القضية ليست مشكلة طعام أو نقد، بل هي “قضية جمود ورفض للاجتهاد وإلغاء لكل الآراء المختلفة من جانب علماء المذهب الوهابي حتى “يحتكروا فهم الإسلام وتفسيره والتكلم بإسمه”.
ووصف غفران حسايني علماء المذهب الوهابي، بكونهم بذرة التنظيمات التكفيرية الإرهابية على غرار “داعش” و”أنصار الشريعة”، مضيفا: لا تستمعوا إليهم، فهؤلاء الذين قتلوا أولادنا ويتموا صغارنا وأبكوا نسائنا، باسم فهمهم للشريعة والدين ورفضهم للاجتهاد والعقل والتطور”.
يشار إلى أن الدكتور غفران حسايني يعتبر من القامات العلمية الشابة التي تدافع عن مفاهيم معتدلة للإسلام، وفتح باب الاجتهاد في القضايا التي تهم واقع المسلمين، كما يعرف بآرائه التي تناهض الجمود في الفكر الإسلامي.