أرقام صادمة ومؤشرات لافتة…. التعداد السكاني يضع تونس أمام واقع جديد..

أعلن المعهد الوطني للإحصاء، اليوم السبت 17 ماي 2025، عن النتائج الرسمية للتعداد العام للسكان والسكنى لسنة 2024، كاشفاً عن تحوّلات ديمغرافية واجتماعية واقتصادية بارزة في بنية المجتمع التونسي.

وأظهرت المعطيات الجديدة أن عدد سكان تونس بلغ 11.972.169 نسمة، مسجّلاً نسبة نمو ديمغرافي بـ0.87% مقارنة بسنة 2014. كما بيّنت النتائج أن الإناث يمثلن 50.3% من السكان مقابل 49.3% للذكور، مع تسجيل 80 رجلاً لكل 100 امرأة، ما يشير إلى اختلال متزايد في التوازن بين الجنسين.

وسُجّل ارتفاع ملحوظ في مؤشر الشيخوخة ليصل إلى 73.9%، ما يعكس تنامي نسبة الفئة العمرية المتقدمة في السن ويفرض تحديات كبرى على مستوى السياسات الصحية والاجتماعية في المستقبل.

أما عدد الأجانب المقيمين في تونس، فقد بلغ 66.349 شخصاً، أي ما يعادل 0.55% من إجمالي السكان، في حين قُدّر متوسط العمر بـ35.5 سنة.

وفي المجال التربوي، بلغت نسبة التمدرس في الفئة العمرية بين 6 و24 سنة 79.2%، بينما لا تزال الأمية تمثل إشكالاً قائماً بنسبة 17.3%. أما على الصعيدين الصحي والاجتماعي، فقد وصلت نسبة التغطية الصحية إلى 76%، مقابل 42.1% للتغطية الاجتماعية، وهو ما يكشف عن ضرورة تعزيز الجهود في هذا الجانب.

كما أشار التعداد إلى وجود 3.472.188 أسرة تقطن في 4.266.207 مساكن، مع نسب ربط معتبرة بالبنية التحتية الأساسية، حيث يستفيد 86.8% من السكان من شبكة الماء الصالح للشراب، و61.9% من شبكة التطهير.

تعكس هذه الأرقام تحوّلات تدريجية وعميقة في البنية السكانية والاجتماعية لتونس، مما يستوجب إعادة تقييم السياسات العمومية لضمان التكيّف مع هذه المتغيرات والاستجابة الفاعلة لاحتياجات مجتمع يتطور باستمرار.