الرئيسية الأخبار أخبار عالميّة آخر تطورات الاشتباكات في طرابلس

آخر تطورات الاشتباكات في طرابلس

0
46

بعد ليلة متوترة شهدت اشتباكات مسلحة عنيفة، يسود صباح اليوم الثلاثاء 13 ماي 2025 هدوء حذر في العاصمة الليبية طرابلس. وقد بدأت حدة المواجهات، التي اندلعت مساء الاثنين بين وحدات تابعة لحكومة الوحدة الوطنية وقوات “جهاز دعم الاستقرار”، في التراجع تدريجياً خلال الساعات الأولى من الصباح.

وأعلن بيان صادر عن وزارة الدفاع “نجاح العملية العسكرية وانتهائها”، مؤكداً صدور تعليمات لتعزيز الأمن في المناطق المعنية.

الدبيبة يرحب بمنعطف جديد نحو سيادة الدولة

رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، عبّر عن ارتياحه لنتائج العملية من خلال منشور على صفحته الرسمية بفيسبوك، حيث أشاد بجهود وزارتي الداخلية والدفاع وكافة القوى الأمنية والعسكرية المشاركة، واصفاً العملية بأنها “نجاح كبير في فرض سلطة الدولة على طرابلس”.

وأكد الدبيبة أن “المؤسسات النظامية أثبتت قدرتها على الدفاع عن الوطن وصون كرامة المواطنين”، معتبراً أن هذا التطور يمثّل خطوة حاسمة نحو القضاء على الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون، وتكريس سلطة شرعية واحدة تحت مظلة القانون.

خسائر بشرية كبيرة واستنفار للمؤسسات

تركزت المواجهات في أحياء صلاح الدين وأبوسليم، وأسفرت عن خسائر بشرية فادحة. وأكد مركز الطب الميداني والدعم انتشال ست جثث من مناطق الاشتباكات، دون أن تُعلَن هوية الضحايا، كما لم تُصدر السلطات حتى الآن حصيلة رسمية.

وبحسب عدة مصادر إعلامية محلية، اندلعت أعمال العنف إثر هجوم شنته “كتيبة 444 قتال” التابعة لوزارة الدفاع على مواقع “جهاز دعم الاستقرار”، الذي يُعتقد أنه بقيادة عبد الغني الككلي، المعروف بلقب “غنيوة”. وقد تداولت شائعات حول مقتله، دون أي تأكيد رسمي.

وأمام خطورة الأوضاع، دعت وزارة الداخلية سكان طرابلس إلى التزام منازلهم، فيما طلبت وزارة الصحة من المستشفيات رفع درجة التأهب. أما وزارة التربية، فقد سمحت بتعليق الدروس والامتحانات في المناطق المتضررة، تاركة القرار النهائي للمؤسسات التعليمية حسب تطورات الوضع الميداني.

قلق أممي وتصعيد مقلق

أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (مانول) عن “بالغ قلقها” من تصاعد العنف، لا سيما استخدام الأسلحة الثقيلة في أحياء مكتظة بالسكان. وفي منشور لها على منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، دعت البعثة كافة الأطراف إلى وقف القتال فوراً وإعادة الهدوء.

سياق سياسي متأزم

تأتي هذه التطورات في ظل حالة توتر سياسي مستمرة. إذ لا تزال ليبيا منقسمة بين حكومتين متنافستين منذ سنة 2022: الأولى مقرها طرابلس ويقودها عبد الحميد الدبيبة وتحظى باعتراف دولي، وتسيطر على غرب البلاد؛ والثانية مقرها بنغازي ويقودها أسامة حماد المعيّن من قبل مجلس النواب، وتبسط نفوذها على الشرق وأجزاء من الجنوب.

ورغم مساعي الوساطة التي تبذلها الأمم المتحدة، لا يزال المسار الانتخابي المعوّل عليه لتوحيد المؤسسات الليبية معطلاً، بسبب غياب توافق حول الإطار القانوني للانتخابات.

ورغم إعلان السلطات عن استعادة السيطرة على العاصمة، يبقى المستقبل القريب محفوفاً بالضبابية. فاستقرار طرابلس الأمني الهش سيعتمد على قدرة حكومة الوحدة على نزع سلاح المجموعات الخارجة عن القانون، إلى جانب إحياء عملية سياسية جامعة وحقيقية.

أما الليبيون، فما زالوا يترقّبون بقلق استقراراً دائماً في بلد غني بالموارد، منهك من أكثر من عقد من النزاعات والانقسامات.

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Media Plus TN

للتواصل المباشر معنا على التلغرام

نظرا للتضيقات على فيسبوك وتقييد وصول المحتوى ندعو متابعينا للانضمام إلى قناتنا في تليجرام ومتابعة اخر الأخبار الوطنية والعالمية