تحولت النزاعات التجارية بين أمريكا والصين، إلى ميدان الموبايل، فبعد 4 سنوات من الضربة الأمريكية ضد هواوي، ردت الصين أخيرا بحظر هواتف آيفون داخل المؤسسات الحكومية.
واتخذت الولايات المتحدة طوال السنوات الأربعة الماضية إجراءات صارمة لتكسير عظام الصين في مجال التكنولوجيا، ومنعت تصدير الرقائق إليها، لكن الصين فاجأت العالم مؤخرا بإطلاق هاتفها الذكي الخارق هواوي mate 60 pro، بشريحة تعمل بتقنية الجيل الخامس.
الشريحة المتطورة، بدقة 7 نانوميتر، تحمل اسم “كيرين 9000 إس”، مصنوعة في الصين بواسطة شركة “سي إم آي سي” لصناعة أشباه الموصلات، وهو الأمر الذي يعتبر اختراقاً كبيراً للصين في صناعة الرقائق، وضربة كبيرة للعقوبات الأمريكية.
والأهم من ذلك أن تايوان التي تخصصت في إنتاج الرقائق، لن تستطيع أن تلوي ذراع بكين.
ونتيجة المفاجأة أعلنت سلطات الولايات المتحدة أنها تسعى وراء الحصول على مزيد من المعلومات حول هاتف شركة هواوي الصينية الجديدة “Mate 60 Pro” المدعوم بشريحة فائقة التطور.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة بحاجة إلى “مزيد من المعلومات حول الشريحة وتكوينها على وجه التحديد” لمعرفة ما إذا كانت جهات قد تجاوزت القيود الأمريكية على صادرات أشباه الموصلات لصناعة مثل هذه الشريحة.
قبل مرحلة الحصار الأمريكي في 2019، كانت هواوي على وشك أن تتصدر مبيعات الهواتف الذكية، ووقتها كانت سامسونج قد باعت 298 مليون هاتف ذكي، في حين باعت هواوي 240 مليون هاتف ذكي، أما شركة أبل فحلت في المرتبة الثالثة مع بيعها لـ 198 مليون هاتف ذكي.
وكانت المؤشرات تؤكد أن هواوي في طريقها للصدارة، لكن كل شيء تبدل في 15 مايو 2019، عندما أصدر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قرار “حماية المعلومات وتقنية الاتصالات وسلاسل تزويد الخدمات” الذي منع بموجبه الشركات الأمريكية من التعامل مع هواوي وشركات صينية أخرى،
وتطور الأمر إلى فقدان هواتف هواوي الجديدة، إمكانية استخدام متجر تطبيقات جوجل، الذي يعد ركيزة لهواتف الأندرويد.
كما تأثرت هواوي بعدم قدرتها على الحصول على معالجات أمريكية متطورة، تدعم تقنية الجيل الخامس لتشغيل هواتفها، أو حتى اللجوء إلى أي شركة تستخدم التكنولوجيا الأمريكية في هذا المجال، وبعد ترامب، واصل الرئيس الجديد جو بايدن نفس السياسة ضد هواوي.
ونتيجة لذلك خرجت هواوي من قائمة أكبر 5 بائعين للهواتف الذكية في العالم خلال 2021 و2022، وأيضاً خلال النصف الأول من 2023.
وحاولت هواوي استيعاب الصدمات، في البداية نجحت في إصدار نظام تشغيل يحمل اسم هارموني بديلا عن نظام أندرويد، وزودت نظامها بمتجر تطبيقات يقدم كل ما يحتاجه المستخدم.
وكانت المشكلة الأساسية أمام هواوي هي استبدال تكنولوجيا المعالجات الأمريكية.
ودون مقدمات، انطلق هاتف هواوي الجديد بشريحة Kirin 9000s المتطورة التي تدعم تقنية الجيل الخامس، وهي من تصميم قسم شرائح HiSilicon التابع لشركة هواوي، والتي اعتبرها المراقبون شريحة التحدي للعقوبات الأمريكية.
Hi, this is a comment.
To get started with moderating, editing, and deleting comments, please visit the Comments screen in the dashboard.