أخبار وطنيّة

التونسيون والأقاليم الجديدة.. تفاعلات بين الجدل والسخرية

ما تزال التعليقات وردود الفعل تجاه التقسيم الجديد للأقاليم في تونس تتوالى في منصات التواصل الاجتماعي، آراء أخذت منحيين متوازيين في قمة التناقض والاختلاف، فما بين السخرية والتعاليق الهزلية من جهة، والجدل والاستنكار في الطرف المقابل، تخندق كل فريق بقراءة معينة لهذا التقسيم.
تدوينات وتصريحات ومنشورات على اختلافها، ترجمت تحفظ بعض الناشطين والشخصيات السياسية على خارطة الأقاليم الجديدة، لكنها تحولت في الضفة الأخرى إلى محور تندّر واسع، عاكسة بذلك روح الشخصيات التونسية التي لا تدّخر الفرصة للتفاعل بأسلوب كوميدي لاذع مع كل المستجدات والأحداث خاصة السياسية منها.


صفاقس والإقليم الفقير
النائبة بمجلس نواب الشعب فاطمة المسدي، عبرت في سلسلة تدوينات عن انتقادها وامتعاضها من التقسيم الذي أقره رئيس الجمهورية قيس سعيد دون استشارة السلطة التشريعية، إلى جانب تموقع ولاية صفاقس بالإقليم الرابع والذي وصفته بـ”الإقليم الفقير”، حسب قولها.
وكتبت المسدي: “تقسيم الأقاليم لا نواب الشعب شاركوا فيه ولا الشعب كان يعلم به، ولا نعرف لماذا وكيف تم.. هل وقع اعتماده بالقرعة مثلا؟”
كما طالبت المسدي بمراجعة وضع مدينة صفاقس بالإقليم الرابع بالقول: “كل الأقاليم توجد بها مدينة ساحلية سياحية، إلا الإقليم الرابع الذي تقع به صفاقس،  مدينة تطل على البحر بلا سياحة، فإما أن يقع تحويلها إلى قطب سياحي وإما سنطلق تسمية الإقليم الفقير على الإقليم الرابع”.
وعلى الرغم من الغضب الذي عبرت عنه النائبة البرلمانية، إلا أنها لم تُخف سخريتها في تدوينة أخرى قالت فيها: “الكثير من الرسائل وصلتني يقول لي أصحابها نحن وإياك صرنا في إقليم واحد.. بماذا يمكن أن أجيبهم؟”


جلمة والأقاليم
أما ماهر العباسي فقد ترجم في منشور ساخر موقفه اللامبالي من التقسيم الإقليمي متوقعا “أن ينتهي إلى الفشل”، حسب قوله.
وأضاف العباسي: “هذا المواطن يعتبر وقته ثمينا ولهذا لن يناقش مسألة تقسيم الأقاليم لأنها فكرة فاشلة ستُرمى في سلّة المهملات أشهر بعد تطبيقها.. قبل عدة سنوات وقع حفر بئر في منطقة جلمة لنقل الماء إلى المعتمديات المجاورة، فما كان من السكان إلا أن قاموا بردمها بالإسمنت، قائلين لن نسمح بنقل مائنا إلى الآخرين فعن أي أقاليم يتحدثون؟”


نطالب بإعادة التقسيم
بدوره لم يفوّت المدون السياسي الساخر محرز بلحسن الفرصة للتعليق على تقسيم الأقاليم الجديدة بأسلوبه المعهود فكتب: “كل الأقاليم عندها جبهة على التهريب وجبهة على الهجرة غير النظامية (أي منفذ على البحر المتوسط يطل على سواحل أوروبا)، إلا نحن سكان الإقليم الثاني ليس لدينا حدود مع ليبيا أو الجزائر وما لم يبق لنا سوى البحر، إما أن تقع إضافة ولايتي سليانة والكاف إلى الإقليم أو نطالب بإعادة التقسيم”.
الكاتبة الصحفية نزيهة رجيبة (أم زياد)، علقت من جانها على تقسيم حدود الأقاليم الجديدة التي وضعها رئيس الجمهورية قيس سعيد بشكل منفرد قائلة: خلال سنتين غير التاريخ والنظام السياسي والتركيبة الديمغرافية والآن يقوم بتغيير الجغرافيا، إنه مدفع رشاش للتغيير العميق، على كل أنا سعيدة لأهل سليانة ومرحبا بهم في إقليمهم بولاية سوسة.”


صعوبات في النوم
من جهته اختار أيمن حمدي أن يلقي تحية الصباح على سكان الأقاليم الجديدة بأسلوب طريف مبتكر فنشر: “من الإقليم الثالث إلى بقية الأقاليم.. صباح الخير..حوّل”.
أمين حمدي نشر تدوينة أخرى قال فيها إنه متعود على النوم بشكل مبكر لكنه صار يعاني حالة من الأرق وقلة النوم بعد “أن تغيرت عليه الأقاليم”.


سأخبر الله بكل شيء
حساب الناشط أبوسلمان الحجلاوي علق على الأمر: “أنا من ولاية سيدي بوزيد وأعيش في صفاقس وزوجتي من ولاية قفصة..وفي النهاية لم نغادر الإقليم الرابع.. سأخبر الله بكل شي”.
وكتبت الصحفية بالإذاعة الوطنية بثينة قويعة ساخرة: “اشتقت إلى ولدي فهو يقيم في إقليم وأنا في إقليم آخر.. على أمل أن يجمع الله شملنا”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

Media Plus TN

للتواصل المباشر معنا على التلغرام

نظرا للتضيقات على فيسبوك وتقييد وصول المحتوى ندعو متابعينا للانضمام إلى قناتنا في تليجرام ومتابعة اخر الأخبار الوطنية والعالمية