نجاح باهر في اول مصافحة مع الجمهور التونسي

كأن هواءً جديداً بدأ يتسرّب إلينا. إلى حياة ساحتنا الثقافية هنا. كأننا بدأنا نخرج من النفق بالتدريج. النفق الضيق الذي حشرنا فيه. وضمن هذا المستجد الإيجابي، المتمثل في عودة المسرح السوري إلى معانقة جمهوره في تونس من جديد، من خلال المشاركة في مهرجان ابن رشيق الدولي لمسرح الطفل. أعمال زهير البقاعي ليست قصصاً لتُحكى، وإنما هي فضاءات فرجوية وعوالم جمالية يُعانق فيها النصُّ السينوغرافيا، الصوتُ اللحنَ، الضوءُ الظلَّ، السردُ الشعرَ، الموسيقى الكوريغرافيا، وهكذا. “القطة شحرورة” أن هذه المسرحية عالم كامل. قصص حميمية، لقاءات أسطورية، خصومات متكررة، مناجاة فردية، انطباعات وتساؤلات تأملية. وزادت أن الأمر يتعلق بحكاية شخصية خارج السيطرة “العقرب” ، دون أمل في صلاحها، تتهم وتحتج ضد اسرة “اب غندورة” ، غير مبالية، خالية من كل تعاطف أو رحمة.

وتحكي المسرحية قصة اسرة، يقرر فيها الاب “ابو غندورة” ظلما ، أن يتخلص من قطة البيت “شحرورة” ، بانتقادها، إشعارها بالذنب، فيما تنتصب الام “ام غندورة” وابنتها “غندورة” كأسوار بشرية لمواجهة العنف والبشاعة التي تتهددها، لذلك تتقدم المسرحية بمشاهد مجزأة، تتراوح بين الحميمي والعام، تندد بقدر ما تثير حاجة حيوية لتغيير الأمور من حولنا، فيما يشبه الدراما الرمزية، حيث يجد الطفل نفسه أمام خمس شخصيات، يؤدون معاً كل حالات هذا العمل المسرحي. الممثلون هم، في الوقت نفسه، رواة، وشخصيات، ومعلقون. يجمعون في أدائهم بين الرقص والمسرح، والنص والحركة، لمساءلة مفهوم الانتماء و الاخلاص وتقديم قيمة انسانية هادفة… لعب المخرج زهير البقاعي دور العقرب، بطل المسرحية ابو غندورة الممثل رشاد نجار، ام غندورة دور مركب ابدع في ادائه الممثل نور العلبي، ادت الممثلة مادونا ابو حنا دور الطفلة غندورة و لعبت دور القطة الممثلة عهد ديب


Exit mobile version