صدر خلال شهر جانفي 2024، كتاب جديد للأستاذ الطيّب اليوسفي بعنوان “لعنة القصبة : تفاقم الخطايا وتراكم الفشل”، عن دار ليدرز، والذي يعود من خلاله كاتبِه عبر التفكيك والتحليل، إلى الهنات والمطبات التي وقع فيها جلّ رؤساء الحكومات السابقين على غرار الإمعان في الشعبوية وإطلاق الوعود الفضفاضة وتقديم التنازلات والعجز عن إنفاذ القانون..
ويصف الطيّب اليوسفي ما حدث لهؤلاء الرؤساء والأحزاب أثناء حكمهم وبعده بـ “لعنة القصبة” التي ظلت تطاردهم ولاحقتهم، ولم تفارق أحدا منهم بل وطالت الدولة من خلال إضعافها ومحاولات تفكيكها في ظل التحولات والأزمات الدولية والإقليمية.
وقد تصدّر غلاف الكتاب، الذي تضمّن 248 صفحة، صور كلّ رؤساء الحكومات ما بعد 14 جانفي 2011، بدايةً من محمد الغنوشي وصولاً إلى هشام المشيشي، مرورًا بحمادي الجبالي وعلي العريض والمهدي جمعة والحبيب الصيد ويوسف الشاهد والياس الفخفاخ.
ويُحاول الطيّب اليوسفي في هذا الكتاب الإجابة عن جملة من التساؤلات على غرار “ماذا كان سيحدث لو لم يُغادر الرئيس الراحل زين العابدين بن علي البلاد على عجل في 14 جانفي 2011؟ ماذا لو لم تتسارع الأحداث والمستجدات؟ تساؤلات واحتمالات عديدة مازالت تشغل بال التونسيين بعد مرور أكثر من عقد”..
وقد تضمّن الكتاب ثلاثة أجزاء، يتناول الجزء الأوّل أداء رؤساء الحكومات الذين تعاقبوا على القصبة من 14 جانفي 2011 إلى 25 جويلية 2021، وسيرهم الذاتية ومسارهم المهني والسياسي، وظروف تعيينهم في مناصبهم وملابسات خروجهم من الحكم. أما في الجزء الثاني، فيتطرق لحصيلة أداء رؤساء الحكومات وما ترتّب عن ممارسات منظومة الحكم بحكوماتها وأحزابها على امتداد أكثر من عشر سنوات من تبعات وتداعيات طالت المجالات السياسية، والمالية، والاقتصادية، والاجتماعية. وتم تخصيص الجزء الثالث لعرض ما يمكن استخلاصه من استنتاجات ودروس عبر لتجاوز الإخفاقات، وتخطي الأزمات، واستعادة الثقة في الحاضر والمستقبل.
وبذلك يكون هذا الكتاب بمثابة تتمة لكتاب “دولة الغنيمة، من سقوط نظام بن علي إلى مأزق الانتقال الديمقراطي” ويمكن أن يصح على هذا الكتاب عنوان “لعنة القصبة في دولة الغنيمة”.
كتاب شيّق ومحاولة لتفكيك وفهم أساليب الحكم والممارسات السياسية التي عرفتها تونس منذ 2011 واستخلاص العبر وتجاوز الإخفاقات واستشراف المستقبل.. متوفّر في المكتبات (35د) وعلى المنصة الالكترونيّة ومحمّد الطيب اليوسفي، ولد في 19 نوفمبر 1956 بمدينة سيدي بوزيد، حائز على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية وديبلوم الدراسات المعمقة في العلوم السياسية وحاصل أيضا على شهادة الأستاذية من معهد الصحافة وعلوم الأخبار بتونس.
كما تولّى التدريس في المدرسة الوطنية للإدارة، فضلا عن خطّة مدير ديوان الوزير الأول محمد الغنوشي ومدير ديوان الوزير الأول الباجي قائد السبسي ورئيس مدير عام وكالة تونس افريقيا للأنباء (جانفي 2012 – جانفي 2015) ومدير ديوان رئيس الحكومة الحبيب الصيد (فيفري 2015 – أوت 2016).
ومن مؤلفاته كتاب المخاض العسير: خفايا حكومة الحبيب الصيد. كما تولى نشر عديد البحوث والدراسات في دوريات ونشريات مختصّة.