ندّد قيس سعيّد في الجلسات المغلقة لقمة إيطاليا-إفريقيا المنعقدة بروما، بحرب الإبادة التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني منذ أكثر من مائة يوم.
وأكّد سعيّد، في كلمة ألقاها الاثنين 29 جانفي، أنّ السلم لن يستتب في العالم إلّا بتحرير كل فلسطين وإقامة الشعب الفلسطيني لدولته كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف، مشيدا بقمة إيطاليا-إفريقيا، وقال إنّها مبادرة حميدة تقوم على مبدإ المساواة بين الدول والشعوب وتهدف إلى القضاء على أسباب التمييز والبؤس والفقر، وفق ما أوردته الإذاعة الوطنيّة في موقعها اليوم الاثنين.
وقال سعيّد إنّ “خطة ماتي” ليست فقط من أجل التعاون في عدد من القطاعات بل هي طريق في اتجاهين يتصالح فيها الشمال مع الجنوب وتتصافح فيها إيطاليا مع إفريقيا لفتح صفحة جديدة تقوم على النديّة والمساواة.
وقال رئيس الدولة إنّ قمة إيطاليا-إفريقيا تساهم في وضع بنية فكرية تقطع مع المفاهيم القديمة للعلاقات بين الشمال والجنوب وتفتح آفاقا جديدة يتساوى فيها البشر ولا وجود فيها لترتيب تفاضلي للمجتمعات والدول.
وأشار سعيّد في كلمته إلى المؤتمرات والقمم السابقة التي تناولت واقع التنمية في الدول الإفريقية، وقال إنّها لم تسفر عن شيء ولم تنبثق عنها سوى الإعلانات، وبقيت القارة الإفريقية تعاني مآسي الفقر والبؤس رغم توفّرها على ثلث ثروات العالم.
ويحضر الرئيس سعيّد القمة الإيطالية الإفريقية. وتعتبر تونس من ضمن البلدان الرئيسية التي تتمحور حولها خطة ماتي باعتباره نقطة انطلاق رئيسية للهجرة غير النظامية.
ورغم تصريحات المسؤولين الإيطاليين التي تؤكّد اهتمامهم بالأزمة التونسية، يقول مراقبون إنّ ما يشغل روما هو تدفّق المهاجرين على سواحلها.
وكان وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني أكّد، في وقت سابق، اهتمام سلطات بلاده بالوضع الاقتصادي المتردّي في تونس.
وقال: “نحن على اتصال دائم بالحكومة التونسية، كما أنّني على اتصال يومي بوزير الخارجية نبيل عمار”.
ويشير حجم التصريحات والمواقف الإيطالية المتواترة بخصوص تونس، إلى حجم الدعم الإيطالي وتطوّره خاصة بعد وصول جورجيا ميلوني إلى الحكم في روما.
ودعمت ميلوني ملف تونس لدى صندوق النقد الدولي، ودفعت بالاتحاد الأوروبي إلى توقيع اتفاقية الشراكة.
ويقول مراقبون إنّ الحرص الإيطالي على دفع العلاقات مع سعيّد دون النظر إلى الوضع الحقوقي والسياسي، يؤكّد أنّها تراهن على تونس لإنجاح الجزء المتعلّق بوقف تدفّق الهجرة في خطة ماتي.