سجّلت الإدارة العامة للمصالح البيطريّة حالات فيروس الحمى القلاعية في شكل بؤر في كلّ من نابل وتوزر والقصرين والمنستير، وفق ما نقلته جريدة الصباح الصادرة اليوم الجمعة 22 ديسمبر، عن عميد الأطباء البياطرة أحمد رجب.
ورجّح رجب وجود بؤر في ولايات أخرى من الجمهورية على خلفية أنّ الجهات المذكورة قامت بالتصريح بوجود حالات لديها من قبل الإدارة العامة للمصالح البيطرية، في حين أنّه من الوارد أنّ جهات أخرى لم تقم بالتصريح إلى الآن، وبالنظر أيضا إلى أنّ هذا الفيروس يُعرف بأنّه شديد العدوى وسهل الانتقال.
وأفاد عميد البياطرة أنّه حسب الفصل 27 من القانون عدد 95 المؤرّخ في 18 أكتوبر 2005، فإنّ هذا المرض يصنّف شديد العدوى ويخضع للتراتيب الجاري بها العمل، في حين أنّ الفصل 28 من القانون ذاته يوضّح الإجراءات التي يجب اتّباعها لتجنّب العدوى بين القطيع وهي العزل والحجر الصحّي للحيوانات المصابة، إضافة إلى التلقيح، مشيرا إلى إمكانية وجود حيوانات لا تظهر عليها علامات المرض لكنّها مصابة ويمكن أن تنقل العدوى، وهو ما يمكن أن يساهم بدرجة كبيرة في نشر العدوى خاصة أنّ العديد من أصحاب القطيع ينتقلون من جهة إلى أخرى للأسواق لا سيما أسواق الدواب.
ولم يستبعد عميد البياطرة إمكانيّة انتقال العدوى من الحيوانات إلى الإنسان، مشيرا إلى أنّ فيروس الحمّى القلاعية ليس خطيرا على عكس مرض السلّ، وقد يصاب الإنسان ببعض الحبوب الجلدية لا غير.
وفي سياق آخر، شدّد أحمد رجب على ضرورة السماح للأطباء البياطرة بالعمل وفق نظام التوكيل بتعريفة جديدة تقع الزيادة في قيمتها، مبرزا أنّه منذ 2013 لم يقع على سبيل الذكر تغيير تسعيرة التلقيح ووصفها بالتسعيرة الزهيدة والتي تحتاج إلى المراجعة إذ إنّها أقل من 500 مليم للتلقيح الواحد، لافتا إلى أنّ الأطباء البياطرة لا يرغبون في زيادة مشطّة، بل في إطار المعقول وتكون زيادة مدروسة، وفق قوله.
وبيّن أنّ الرفع في التسعيرة من شأنه الإحاطة أكثر من الجانب الصحّي بالأبقار وغيرها من الحيوانات، خاصة أنّ بعضها يكون في مناطق وعرة ويصعب الوصول إليها وأحيانا في سفوح الجبال، علما أنّ الحمى القلاعية تصيب الأبقار والماعز والأغنام والجمال والخنازير.
وحذّر عميد الأطبّاء البياطرة من الذبح العشوائي، مقرّا بأنّ هناك من يقوم بذبح أبقار مصابة بالحمى القلاعية، مشيرا إلى أنّ هذا محجّر قانونيا.
ودعا المواطنين إلى الانتباه عند شراء لحوم حيوان مصاب، إذ يلاحظ في هذه الحالة وجود تغيّر في لونها مقارنة باللحوم السليمة، بما أنّ الحيوانات الحاملة للفيروس تصاب عادة بالحمى مما يؤثّر في لون لحومها.
وختم رجب بالقول: “وكأنّه لا يكفي قطيع الأبقار في تونس النقص المسجّل والتهريب لتنضاف الحمى القلاعية التي ستزيد من ظاهرة تراجع حجم القطيع”
0 21 2 دقائق