القدس – تضغط عائلات الرهائن الإسرائيليين، الذين تحتجزهم حركة حماس، على الحكومة الإسرائيلية بهدف دفعها إلى مراجعة قرارها بالسماح بتدفق مقيّد للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، فيما يتّهم هؤلاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعدم بذل أي جهود لتحرير ذويهم.
وقالت منظمة “أعيدوهم إلى الوطن الآن” التي تمثّل عائلات الأسرى الإسرائيليين في بيان “قرار السماح بتقديم المساعدات الإنسانية لقتلة غزة أثار غضبا كبيرا بين أفراد العائلات” وتابعت أن “الأطفال والرضع والنساء والجنود والرجال والمسنين والجرحى محتجزون تحت الأرض مثل الحيوانات دون أي ظروف إنسانية وحكومة إسرائيل تقدم لهؤلاء القتلة البقلاوة والدواء”.
وأطلقت حركة حماس سراح رهينتين أميركيتين كانت تحتجزهما منذ الهجوم المباغت الذي شنته على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري وفق ما أعلنت في بيان.
وقالت الحركة إنها أطلقت سراح “محتجزتين أميركيتين (أم وابنتها) لدواع إنسانية”، موضحة أن “هذه الخطوة تأتي استجابة لجهود قطرية ولنثبت للشعب الأميركي والعالم أن ادعاءات بايدن وإدارته الفاشية كاذبة ولا أساس لها من الصحة”.
وخارج مقر الصليب الأحمر في جنيف أمسك أساف شيم توف اليوم الجمعة بصورة قريبه البالغ من العمر 21 عاما الذي تحتجزه حركة حماس داعيا المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.
وكان قريبه عومِر شيم توف يشارك في مهرجان مقام في تجمع رعيم السكني بالقرب من غزة عندما تم اختطافه وأبلغت السلطات عائلته بأنه موجود في القطاع، لكنها لم تسمع أي شيء آخر عنه منذ ذلك الحين.
وقال “أعتقد أننا بحاجة إلى أن يزور الصليب الأحمر الرهائن أولا ويتأكد من أنهم يتلقون معاملة جيدة تراعي حقوق الإنسان، ويتصرف بأسرع ما يمكن حتى يعودوا إلى ديارهم”.
ومن المقرر أن يجتمع أساف شيم توف وأقارب رهينتين أخريين مع ميريانا سبولياريتش رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي عرضت زيارة الرهائن ومساعدتهم بأي طريقة والعمل على إطلاق سراحهم.
وقالت ميشال دورست وهي قريبة لرهينة يدعى رومي جونين اختطف ونقل إلى غزة خلال محاولته الهروب من مهرجان عن الطبيعة “على أي دولة متحضرة أن تمارس أكبر قدر ممكن من الضغوط من أجل إطلاق سراح الرهائن”، مضيفة “هؤلاء ليسوا عسكريين. هؤلاء أناس بسطاء خرجوا فقط للاستمتاع أو يعيشون في تلك المنطقة”.
وتعرف دوريس ليبر، والدة الرهينة جاي إسحاق إيلوز (26 عاما) أن ابنها أصيب برصاص مقاتلين من حركة حماس، لكنها لم تسمع منه شيئا منذ ذلك الحين، قائلة “لقد اتصل من الحفل وسمعنا طلقات نارية، لقد أصيب وكان يفقد الكثير من الدماء مر أسبوعان الآن ولا أعرف ما هو وضعه”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة أن غالبية الرهائن الذين اختطفتهم حركة حماس على قيد الحياة، موضحا أن “هناك أيضا جثث تم أخذها إلى قطاع غزة”، كاشفا أن “نحو 200 شخص يعتبرون في عداد المفقودين منذ تنفيذ عملية طوفان الأقصى، من بينهم أكثر من 20 قاصرا وبين 10 إلى 20 رهينة تزيد أعمارهم عن 60 عاما”.
وفي ما قد يكون إشارة إلى البدء قريبًا بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة أزيلت على الجانب المصري من المعبر كتل خرسانية أقيمت بعد قصف إسرائيلي للمعبر، وفق مصدر أمني مصري.
وفي اليوم الرابع عشر من الحرب التي اندلعت بعد هجوم غير مسبوق لحماس أسفر عن مقتل 1400 شخص في الجانب الإسرائيلي، تقول الأمم المتحدة إن سكان غزة البالغ عددهم نحو 2.4 مليون نسمة ونصفهم من الأطفال أصبحوا على شفير كارثة، بعد تشديد إسرائيل حصارها وقطع إمدادات الماء والكهرباء والوقود والغذاء، بينما يقترب الاحتياطي الغذائي من النفاد.