نقلت بعض وسائل الإعلام عن الكاتب الصحفي بصحيفة الواشنطن بوست، إيشان ثارور قوله “إنّ وزير الشؤون الخارجيّة والتونسيّين بالخارج نبيل عمّار، غادر قاعة الندوة خلال الحوار الذي أجرته معه صحفية من مركز al monitor للدراسات، غاضبا بشكل واضح بعد أن واجه مجموعة صعبة من الأسئلة حول التراجع الديمقراطي في بلاده وقمع المعارضين السياسيين”.
ونفى عمّار ذلك، مشيرا في تغريدة على منصّة إكس (تويتر سابقا) أنّه قد “شارك بنيويورك في حوار ‘تفاعلي’ مع مركز al monitor للدراسات”، وأنّه استعرض “بكلّ وضوح ودون مواربة مواقف تونس من كل المسائل التي تضمّنتها أسئلة الصحفية التي أدارت الحوار”.
بدورها، نفت الصحفية بالمركز، أمبرين زمان، التي أدارت الحوار مع الوزير في تغريدة لها، مغادرته قاعة الندوة ‘غاضبا’، قائلة: “للعلم وزير خارجية تونس لم ينسحب من مقابلته معي في قمة الشرق الأوسط العالمية كما تحدّثت بعض وسائل الإعلام”، مضيفة في التغريدة ذاتها: “لقد كان تبادلا قويّا ولم يخجل الوزير من التعبير عن آرائه”، مشيرة إلى أنّه “قد جلس خلال المقابلة بأكملها وسيتمّ نشرها على موقعنا”.
يُذكر أنّ وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، قد نشرت على حسابها الرسمي بفيسبوك فيديو الحوار كاملا وبصفة مسترسلة.
وكان الوزير قد شدّد خلال الحوار، الذي أجري على هامش مشاركته في قمّة الشرق الأوسط العالمية الأربعاء 20 سبتمبر، على أنّ تونس أعلمت صندوق النقد الدولي (في إطار التفاوض من أجل حصولها على قرض بقيمة 1.9 مليار دولار)، بأنّ هناك خطوطا حمراء، معربة عن استعدادها للتعاون داخل هذا الإطار. وأكّد أنّه ليس في مصلحة أيّ طرف أن يتعثّر الاقتصاد التونسي.
وبخصوص الديمقراطيّة في تونس، اعتبر الوزير أنّ تونس عاشت خلال العشرية الفارطة “ديمقراطية صورية” تدخّلت فيها جهات أجنبية، وأنّها “تجربة لفظها التونسيون الذين عبّروا بوضوح عن رغبتهم في بناء نموذج خاص بهم -وفق تعبيره- مبيّنا أنّ الديمقراطية الحقيقية تنبع من الداخل.
وذكّر الوزير بأنّ التجارب في الديمقراطيات العريقة تطلّب استقرارها أكثر من قرن، وأنّها رغم ذلك ما تزال تواجه إلى اليوم تحديّات كبيرة، مشدّدا على أنّ من حقّ كل دولة وكل مجتمع أن يبني ديمقراطيته بالشكل الذي يناسبه، وحسب ما يقتضيه تاريخه وحسب تركيبته وخصوصيات محيطه.
ونفى عمّار أن يكون النظام في تونس “متسلّطا”، معتبرا أنّ الصحافة والإعلام يتمتّعان بالحرية في تونس وكلّ مسؤول معرّض للنقد.
في سياق آخر، أقرّ وزير الخارجيّة بمرور الاقتصاد التونسي بوضع صعب، متّهما “الطبقة السياسية السابقة” بالتسبّب في ذلك جرّاء سوء الحوكمة على الرغم من وجود جميع مقوّمات النجاح.
وبخصوص المهاجرين غير النظاميّين، أكّد عمّار أنّ تونس لم تقصّر في التعاطي مع المهاجرين وأنها ليست في انتظار دروس في التعامل الإنساني، مشيرا إلى أنّ “أماكن أخرى من العالم تبني الجدران العازلة لإيقاف حركات الهجرة ويتمّ أحيانا إطلاق النار عليهم لإيقاف تدفّقات المهاجرين”.
وذكّر الوزير بأنّ تونس نبّهت المجتمع الدولي بأنّها غير قادرة على مواجهة هذه المسألة بمفردها، وأنّه ليس بالإمكان “فتح الحدود للوافدين الذين تزايد عددهم بسبب السياسات الفاشلة لبعض دول الجنوب
وأعرب وزير الخارجيّة عن رفض تونس التدخّل في شؤونها الداخلية مقابل حرصها على عدم التدخّل في الشؤون الداخلية للدول، مصرّحا: “قد يكون لبعض الدول أجنداتها الخاصة، ولكن لا يجب أن يكون ذلك على حساب تونس”.
وختم نبيل عمّار حواره بتأكيد تمسّك التونسيّين بالقضيّة الفلسطينيّة، وبأنّ حقوق الفلسطينيين أمر مقدّس، مشدّدا على أنّ تونس تتمسّك بالشرعية الدوليّة.