قال وزير الاستثمار السعودي خالد بن عبد العزيز الفالح، إن استخدام سلاح النفط لوقف الحرب في غزة ليس خيارا على الطاولة اليوم، والسعودية تحاول البحث عن السلام. وقال الوزير خلال مشاركته، الأربعاء، في منتدى بلومبرغ للاقتصاد الجديد المنعقد في سنغافورة. إن استمرار التطبيع بين بلاده و”إسرائيل” مشروط بحل سلمي للقضية الفلسطينية.
وفي 21 سبتمبر، نفى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بمقابلة مع قناة “فوكس نيوز” الأميركية، صحة تقارير تفيد بإيقافه محادثات تطبيع العلاقات مع الاحتلال، مؤكدا أنهم يقتربون كل يوم من التطبيع.
وخلال الشهور الأخيرة، تزايد حديث مسؤولين في الاحتلال عن قرب تطبيع العلاقات مع السعودية، لكن الرياض أكدت في أكثر من مناسبة أن هذا لن يحدث إلا بعد التوصل إلى حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وقال الفالح: “عندما كانت تلك المحادثات تجري كان ولي العهد ابن سلمان واضحًا، أن الأمر مرهون بإيجاد طريق إلى السلام”.
وشدد على أن “إيجاد حل سلمي للقضية الفلسطينية كان ولا زال على طاولة المفاوضات”.
وأضاف: “من الواضح أن الانتكاسة التي حدثت خلال الشهر الماضي قد أوضحت لماذا كانت السعودية مصرّة على أن حل الصراع الفلسطيني يجب أن يكون جزءا من تطبيع أوسع في الشرق الأوسط”.
وأشار إلى أن المقاربة السعودية “تعود إلى خطة السلام العربية التي طرحتها المملكة قبل عقود، والتي رأت سبيلا للمضيّ قدمًا نحو شرق أوسط طبيعي، حيث تتمتع جميع دوله بعلاقات طبيعية وتركز على الازدهار الاقتصادي، حيث الموضوع المشترك اليوم هو التحوّل الإقليمي إلى منطقة رخاء”.
ولفت الفالح إلى أن جذور الأزمة الفلسطينية تعود إلى عقود مضت، وقال: “هذا يذكرنا بشيء كان موجودًا في الشرق الأوسط منذ عقود عديدة، منذ الأربعينات، وهو جزء كبير من الشرق الأوسط، لقد سُلبت حقوق الشعب الفلسطيني الأساسية ولم يمنح حقّه في إقامة دولته والعيش بسلام”.
وأكد على أنه حان الوقت الآن لاستخدام هذا الوضع الفظيع في غزة لتسليط الضوء عليه وحلّه.
وذكّر بأن السعودية طرحت خطة السلام العربية منذ فترة طويلة، وما زلنا حريصين على رؤيتها تؤتي ثمارها من خلال عملية سلمية.
كذلك لفت الفالح إلى القمم التي ستستضيفها السعودية نهاية الأسبوع الجاري، بهدف الدفع نحو حل سلمي للصراع الفلسطيني “الإسرائيلي”.
والثلاثاء، أعلنت السعودية استضافة قمتين عربية طارئة وإسلامية السبت والأحد المقبلين، لبحث التطورات في قطاع غزة، فيما تم تأجيل قمة ثالثة عربية- إفريقية كانت معنية بالتعاون الاقتصادي.
وحول ذلك قال الوزير السعودي: “على المدى القصير، سيكون الهدف من عقد هذه القمم الثلاث والتجمعات الأخرى تحت قيادة السعودية، هو الدفع نحو حل سلمي للصراع”.
وكانت عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر الماضي، والحرب المدمرة التي بدأها الاحتلال على قطاع غزة بعدها بساعات، أثارت تساؤلات حول مصير محادثات التطبيع السعودية الإسرائيلية.
حتى أن الجانب الأمريكي الذي يرعى محادثات التطبيع بين الجانبين، وفي مقدمته الرئيس جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، اعتبرا في أكثر من مناسبة أن الهدف من عملية طوفان الأقصى كان التأثير على تطور المفاوضات.