دعا رئيس الجمهورية قيس سعيّد إلى اتّخاذ إجراءات عاجلة لوضع حدّ للمضاربة والاحتكار والارتفاع غير المقبول لأسعار عدد من المواد الغذائية، لاسيما سعر زيت الزيتون.
وطالب سعيّد لدى استقباله وزراء الفلاحة عبد المنعم بلعاتي والداخلية كمال الفقي والتجارة كلثوم بن رجب، السبت 18 نوفمبر، بتحميل المسؤولية كاملة لأيّ جهة تسعى إلى المسّ بقوت المواطنين على وجه العموم، قائلا إنّه لا أحد فوق القانون.
وقال سعيّد إنّ “تونس تنتج أفضل أنواع الزياتين في العالم وتحتلّ المراتب الأولى لأكبر غابات هذه الشجرة المباركة، ولا يمكن القبول بأن ترتفع أسعار الزيت بهذا الشكل مهما كانت المبرّرات”.
وأضاف الرئيس أنّ البعض يقدّم بعض التبريرات لارتفاع أسعار زيت الزيتون لإخفاء الاحتكار والتحيّل على القانون، رغم أنّ الجزء الأكبر من صابة الزيتون موجّه للتصدير، ويباع بعد تعليبه في الخارج دون الإشارة إلى مصدره، وفق بيان الرئاسة.
وحسب المصدر نفسه، فقد دعا سعيّد “الجميع إلى الانخراط في هذه المعركة التي يخوضها الشعب التونسي ضد الذين عاثوا في البلاد فسادا، ومازال عدد منهم يعتقد أنّه فوق المحاسبة والمساءلة” كما أشار إلى ضرورة تفكيك كل الشبكات التي تستولي على الزيت المدعّم وتُحوّل وجهته من زيت للاستهلاك إلى زيت للاستعمال الصناعي.
وقال: “هذا الصنف من الزيت الذي يُعرف لدى عموم المواطنين “بزيت الحاكم” وتدفع المجموعة الوطنية كل سنة آلاف المليارات، غائب في أكثر المحلّات التجارية نتيجة لهذه الممارسات الإجرامية التي تسعى إلى التنكيل بالشعب والاستيلاء على مقدّراته”.
وفي نفس السياق ذكرت شبكة “CNBC” الأميركية أنّ أسعار زيت الزيتون ارتفعت إلى مستويات قياسية جديدة، حيث أدى الجفاف الشديد في الدول المنتجة الكبرى إلى تقليص الإمدادات ما تسبّب بزيادة سرقات زيت الطهي. وأوردت الشبكة أنّ الأسعار العالمية لزيت الزيتون ارتفعت إلى 8900 دولار للطن في سبتمبر، مدفوعةً بالطقس الجاف للغاية في البحر الأبيض المتوسط، وفقاً لوزارة الزراعة الأميركية. وقالت الوزارة إنّ متوسط السعر في أوت كان أعلى بنسبة 130% مقارنة بالعام السابق، ولم يُظهر أي علامة على التراجع.
وتعاني إسبانيا، أكبر منتج ومصدّر لزيت الزيتون في العالم، من جفاف شديد منذ أشهر.
ووفق الشبكة، انخفض إنتاج زيت الزيتون في إسبانيا في الموسم الأخير إلى نحو 610 آلاف طن، وهذا يمثّل انخفاضاً بأكثر من 50% مقارنة بالمعدل المعتاد الذي يتراوح بين 1.3 إلى 1.5 مليون طن.
وارتفعت أسعار زيت الزيتون في الأندلس الإسبانية إلى 9.02 دولارات للكيلوغرام الواحد في سبتمبر، ويمثّل هذا “أعلى سعر تمّ تسجيله على الإطلاق لزيت الزيتون الإسباني” بقفزة سنوية بنسبة 111%.
وقد أدى ارتفاع الأسعار، على ما يشار إليه أحياناً باسم “الذهب السائل”، إلى قيام البعض بسرقته، بحسب الشبكة.
وأوضحت أنه سُرق نحو 50 ألف لتر من زيت الزيتون البكر الممتاز من إحدى معاصر الزيت الإسبانية، وهذا يعادل نحو 450 ألف دولار.
وأشارت إلى أنه إذا استمرّ الجفاف في استنفاد مخزونات زيت الزيتون، فقد تنفد الإمدادات قبل شهر أكتوبر، حيث تصل المحاصيل الطازجة عادة.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ “ما يزيد الأمور تعقيداً هو قرار تركيا بتعليق صادرات زيت الزيتون بالجملة”، مضيفةً أنّ التعليق أدى إلى تفاقم الكميات المحدودة بالفعل في إسبانيا.