تعرّض، مساء الـ30 من جوان الماضي، طالب تونسي يبلغ من العمر 31 سنة، مقيم بمدينة بوخوم الألمانية لاعتداء من قبل مواطن ألماني، دون معرفة مسبقة.. فما الحكاية؟
تقول تفاصيل الحادثة إنّ المواطن الألماني سكب على الطالب التونسي مادة “ماء الفرق” عندما كان جالسا رفقة زوجته الألمانية الجنسية في أحد مقاهي المدينة، ممّا استوجب نقله إلى المستشفى (قسم الحروق البليغة) لتلقّي الإسعافات والعلاج اللازمين للحروق البليغة التي طالت الجانب الخلفي من الرأس والرقبة واليدين والرجلين وجانبا من الوجه.
الخارجية التونسية تتعهّد بالملف
وكشفت وزارة الشؤون الخارجية أنّه حال إعلام مصالح القنصلية العامة للجمهورية التونسية ببون بهذه الحادثة المؤسفة من قبل أحد أفراد الجالية التونسية من أصدقاء المواطن المذكور، تمّ على الفور الاتصال بمصالح الشرطة الألمانية التي أفادت أنٍه تمّ إيقاف الجاني، كما تمّ فتح بحث تحقيقي لكشف ملابسات الاعتداء.
وتنقّل القنصل العام رفقة الملحق الاجتماعي يوم الأول من جويلية الجاري إلى مستشفى بوخوم -حيث تمّ إيواء الطالب التونسي- للاطمئنان على حالته الصحية والنفسية، فتمّ استقبالهما من قبل الطبيبة المباشرة لحالته التي أكّدت تحسّن حالته الصحية والنفسية، كما مكّنتهما من زيارته في غرفة العلاج المركّز، وفق بلاغ الوزارة.
وخلال حديثهما مع المعني بالأمر، تبيّن أنه ليس على معرفة بالجاني، وليست له عداوة مع أيّ شخص، حيث تفاجأ باستهدافه شخصيا والاعتداء عليه، وفق ما نقتله عنهما وكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات).
كما أشار الطالب التونسي إلى أنه كان بصدد إجراء مكالمة هاتفية باللغة العربية قبيل حادثة الاعتداء.
وسعيا لضمان حقوق الطالب التونسي، وجّهت مصالح القنصلية طلبا رسميا إلى وكيل الجمهورية المتعهّد بالقضية للحصول على توضيحات حول ملابسات الحادثة.
كما طلبت عقد لقاءات مع المصالح الجهوية المعنية بالملف لحثّها على تقديم موقف رسمي من الحادثة، والحرص على عدم تكرار مثل هذه الاعتداءات العنصرية.
وبناءً على طلب والد المعني بالأمر، قامت القنصلية العامة بالتدخّل لدى المصالح القنصلية بسفارة ألمانيا بتونس لتسهيل منح تأشيرة لوالدَيْ المعني بالأمر، ليتسنّى لهما زيارته في أقرب الآجال الممكنة.
وتواصل مصالح القنصلية العامة ببون، بالتنسيق مع السفارة التونسية ببرلين ومصالح الإدارة المركزية بوزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، مساعيها لدى السلطات الجهوية والمحلية لتأمين حماية مصالح الطالب التونسي ومتابعة الجاني، كما أنّها بصدد التنسيق مع بعض المحامين للنظر في تكليفهم للدفاع عن حقوقه.
والحادثة ليست الأولى من نوعها التي تقع في ألمانيا، حيث شهد البلد الأوروبي بعض حوادث عنف مجاني ضد مواطنين تونسيين، أبرزهما حادثة الطبيبة سلسبيل بن فضل التي تعرّضت لعملية طعن، والتونسي الذي تمّ قتله وسط برلين بدافع عنصري.
اعتداء عنصري
وتفيد المعطيات الأولية، في حادثة سكب المادة الحارقة على الطالب التونسي، أنّ الجاني مواطن ألماني اسمه ستيفان.س يبلغ من العمر 43 عاما، ومن ذوي السوابق العدلية.
وكانت مصالح الشرطة الألمانية قد داهمت على إثر الحادثة محل سكناه وحجزت كمية مهمة من المواد الحارقة.
كما تضرّر عدد مهم من الحضور بما في ذلك أعوان الشرطة والحماية المدنية عند محاولة إسعاف الطالب الذي سقط مغشيا عليه نتيجة الاعتداء بالمادة الحارقة.
ومن المنتظر أن يخضع المعني بالأمر لعملية جراحية أولى يوم 15 جويلية الجاري.