اعتبر الرئيس التونسي السابق، محمد المنصف المرزوقي، أنّ تونس يمكن أن تقدّم الكثير لضحايا العدوان على غزة، على غرار فتح المستشفيات والجامعات والتبرّعات، وأيضا سياسيا من خلال الوقوف بوضوح مع المقاومة ودعم كل خياراتها.
وفي تعليقه حول الموقف التونسي من القضية الفلسطينية عامة والعدوان المتواصل على غزة، والجدل القائم بشأن تجريم التطبيع بالبرلمان، قال المرزوقي في تصريح للقدس العربي: “لا وجود لبرلمان تونسي وإنّما لموظّفين للانقلاب، ورئيس هذا الهيكل المزعوم قال بعظم لسانه إنّ رئيسه أمره بتعليق الموضوع. بهذا فضح للعلن أنّ له (في إشارة إلى الرئيس قيس سعيّد) خطابا شعبويا يغازل به الجماهير المحبّة لفلسطين وخطابا من وراء الستار يغازل به الحكومات الغربية”.
وأضاف المرزوقي في إشارة إلى رئيس الدولة “هو يعرف ماذا كلّفني استقبال إسماعيل هنية وخالد مشعل في قصر قرطاج سنة 2012 ويخشى المصير نفسه، ولذلك تحاشى سنة 2021 استقبال مبعوث حماس. الرجل كما يقول المثل التونسي: يأكل ويقيس”.
وبشأن عدم توجيه السلطات التونسية اتّهاما رسميا للموساد الإسرائيلي بالتورّط في اغتيال مهندس الطيران الشهيد محمد الزواري، قال المنصف المرزقي: “لا أستغرب ذلك. فعنتريات في الفضاء العام وجبن النعامة عندما يتعلّق الأمر بالقرارات التي فيها مخاطر”.
وحول إمكانية توجيهه رسائل للرئيس سعيّد، في ما يتعلّق بالتعامل مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، قال المرزوقي “الرسالة.. هي كلمة واحدة: ارحل”.
واعتبر أنّ عملية طوفان الأقصى، فصل جديد من حرب التحرير الفلسطينية، نافيا أن تكون لإيران وروسيا علاقة بذلك.
واقترح المرزوقي، اللجوء إلى ما سمّاها “دولة مانديلا” (نسبة إلى نيلسون مانديلا) أي اللجوء إلى خيار “شعبين متعايشين في دولة واحدة” حلّا نهائيّا للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وعلّق المرزوقي على موقف الجامعة العربية من حرب غزة بالقول: “بخصوص هذه الجامعة، قلت أكثر من مرة إنّ إكرام الميّت دفنه. فهذه الأمة لا مستقبل لها في ظل الأنظمة الدكتاتورية التي لا تستطيع بناء أيّ تعاون بينها. لذلك اعتبرت دوما أنّ قيام اتحاد عربي على غرار الاتحاد الأوروبي لا يكون إلّا بزوال الدكتاتوريات التي قادتنا إلى الهاوية، وبناء دُول قانون ومؤسسات على أنقاضها تستطيع وحدها بناء اتحاد الشعوب العربية الحرة”.