استقبلنا أمس الاربعاء 28 فيفري فصل الربيع الذي حل بيننا رغم أن الطقس مازال باردا وأمطار الشتاء مازالت متواصلة طيلة الأيام القادمة..
ماهي ‘فورار’
دخول فصل الربيع لا يعني توقف الرياح ونزول الأمطار، حيث يزورنا «فورار» وتعتبر هذه المساحة هي مرحلة انتقالية بين الشتاء البارد إلى فصل الربيع النسبي البرودة ويكون طبيعيا يوم 28 فيفري من كل سنة، إن في هذه المرحلة من كل سنة يتداول الفلاحون في تونس قديما قولهم المأثور «خرجت منك سالمة جاك فورار لوَحلك قرونك وراء الدار»، فهذه الكلمات تعبر عن تداخل الطقس في هذه المرحلة بين الأمطار الغزيرة والسماء الصافية المشمسة…وهي فترة زمنية تربط ما بين الشتاء والربيع..
نزول جمرة الماء ثم التراب
ووفق التقويم الفلاحي التونسي يتزامن يوم الـ 27 من شهر فيفري من السنة مع ظاهرة مناخية في مخيال الشعبي التونسي تُعرف بـ “نزول جمرة الماء”
ويتميز ذاك اليوم بزوال برودة مياه البحر والأودية لتصبح دافئة، كما يتميز بالأمطار الغزيرة، ليُسجل بعدها مباشرة دخول فصل الربيع بداية من يوم الـ 28 من فيفري من كل سنة، قبل انطلاق فترة “نزول جمرة التراب” مباشرة بعد دخول فصل الربيع حيث تبدأ الأرض في مرحلة دفء بصفة تدريجية وهي فترة تبدأ يوم 6 مارس وتدوم أربعة أيام.
التقويم الفلاحي
والتقويم الفلاحي ضارب في الزمن متأصل في الثقافة المحلية التونسية المشدودة إلى الأرض، وهذا النوع من التقويم أو ما يطلق عليه بـ”أبواب السنة” هو تقويم زراعي مبنيّ على التقويم القمري وهو عبارة عن استقراء لحالة الطقس، لا يخضع للقاعدة العلمية نفسها التي يعتمدها علماء المناخ، وإنما هو نتيجة لتجارب متراكمة للفلاحين منذ زمن قديم في بلدان شمال إفريقيا..