استنكر الناشط السياسي رضا بالحاج، ما وصفه بـ”الصمت المريب لعميد المحامين على خلفيّة ما يلحق به وزملائه في المهنة وإطارات دولة وقيادات سياسية من تنكيل وتعسّف”.
وفي رسالة وجّهها من داخل سجنه لعميد المحامين، بمناسبة الذكرى الـ13 للثورة والذكرى الـ40 لانتفاضة الخبز، قال المحامي رضا بالحاج: “10 أشهر شاهدنا فيها كلّ أشكال الدوس على الحقوق الأساسية التي يضمنها التشريع التونسي والتشريع الدولي للإنسان وانتهاك صارخ للإجراءات، مداهمة محلّات السكنى ليلا وتفتيشها أكثر من مرّة، والاحتجاز، إصدار بطاقات إيداع دون سماعات”.
وأضاف بالحاج متوجّها لعميد المحامين: “اعتقال محامين أثناء أدائهم لواجبهم إلى جانب اختلاق تهم لا وجود لها كتدوينات لا أثر لها على مواقع التواصل الاجتماعي واعتمادها حجّة للإيداع بالسجن.؟ والأدهى والأمرّ أنّ طوال هذه المدة وزملاء لك سابقون لك في هذه المهنة المقدّسة كافحوا لإصدار قانون المحاماة وفرض حصانة المهنة ملقون في السجن ظلما ولم نسمع لك صوتا ولم نلمس منك موقفا، تعاين، تشاهد وتسمع عن الضغوط المسلّطة على القضاء والقضاة بالتهديد والوعيد وما يتعرّض له المتّهمون من سحل وتشهير في خطب رسمية وفي أعلى مستوى ولا تردّ على ذلك بالقانون وتطالب بإسقاط القضية برمّتها وبإطلاق سراح المعتقلين”.
وتابع بالحاج في رسالته لعميد المحامين: “تسمع وتشاهد وفي سابقة قضائية لم يشهد العالم لها مثيلا كيف تمّ منع المحامين الذين ينوبون في القضية من تناولها في وسائل الإعلام، وأحيل بعضهم على التحقيق بسبب ذلك، للتعتيم وحجب الحقيقة على الشعب، ولا تتحرّك للدفاع عن المهنة وعن شرف المهنة وعن كرامة المحامي وتلتزم الصمت وكأنّ الأمر لا يعنيك”.
وقال الناشط السياسي والمحامي، في رسالته من داخل السجن: “سيّدي العميد، المحاماة ليست مجرد مهنة للكسب والارتزاق فالدفاع عن حرية الرأي والتعبير والعمل السياسي واحترام سيادة القانون في صلب مهامها وفي تاريخها القريب والبعيد، حيث تخرّج من صلبها أكبر زعماء الحركة الوطنية “الزعيم الحبيب بورقيبة” والزعيم “صالح بن يوسف” اللذين قادا المقاومة ضد الاستعمار وغيرهما ممّن تقلّدوا مسؤوليات كبرى بالدولة وقدّموا خدمات جليلة للبلاد”.
وأشار إلى أنّ هذه الرسالة لتذكير عميد المحامين بأنّ من واجبه “أن يلتزم بالأمانة الملقاة على عاتقه وهي رسالة المحاماة بكلّ ما تحمله من رمزية ومعان، وأنّ ما يطلبونه منه هو الإيفاء بالعهد الذي تقلّد به شرف العمادة”.
يُشار إلى أنّ بالحاج تمّ إيقافه منذ فيفري الماضي، في ما بات يعرف بقضية التآمر على أمن الدولة.
وتمّ رفض الإفراج عنه من قبل قاضي التحقيق في عديد المناسبات، رفقة كلّ من عصام الشابّي وجوهر بن مبارك وغازي الشوّاشي وخيّام التّركي وعبد الحميد الجلاصي رغم مرور 10 أشهر على إيداعهم السجن.