تعاني ألمانيا من نقص حاد في العاملين في مجال الرعاية الصحية وتتجه نحو حل دولي. فبحلول عام 2025، تخطط البلاد لسد فجوة قدرها 150 ألف وظيفة طبية. ويمثل هذا الوضع فرصة استثنائية للممرضين والممرضات من مختلف القارات، وأبرزها أفريقيا وآسيا وأمريكا، الراغبين في العمل في المنطقة.
ويعدّ هذا النقص في طاقم التمريض ليس بالظاهرة الحديثة في ألمانيا، ولمعالجة هذه المشكلة، تمّ إطلاق برنامج مشترك يسمى “الفوز الثلاثي” في عام 2013 من قبل وكالة التوظيف الفيدرالية. وذلك بهدف جذب الممرضات من دول خارج الاتحاد الأوروبي، وقد حقق هذا البرنامج نجاحًا بالفعل، للمشاركين فرصة لتطوير مسارهم المهني في ألمانيا، وكذلك لديه تأثير إيجابي على بلادهم الأصلية من خلال التحويلات المالية.
ويمتد التوظيف إلى عدة قارات. ففي آسيا، يجد الشباب من الفيتنام وإندونيسيا والفلبين، الذين تدربوا لمدة ثلاث سنوات، فرصًا مهنية في ألمانيا. كما تساهم الشهادات المشجعة من هؤلاء الممرضات في تشجيع الآخرين على اتباع نفس المسار.
تتجه ألمانيا أيضا نحو أمريكا اللاتينية وأفريقيا. حيث تم هذا العام استقبال آلاف الممرضات المكسيكيات، ويُتوقع وصول عدد كبير من الممرضات البرازيليات قريبًا. أمّا بالنسبة للأفارقة، فيتم الوصول إلى هذه الفرص من خلال إجراء عادي للهجرة العملية.
يعد هذا البرنامج بمثابة نعمة لمتخصصي الرعاية الصحية الأفارقة، حيث لا يقدم لهم مهنة مجزية في ألمانيا فحسب، بل يوفر لهم أيضًا إمكانية الوصول المباشر إلى منطقة شنغن وحرية الحركة في أوروبا، مُحولًا ألمانيا إلى وجهة مفضلة للممرضين من جميع أنحاء العالم.