علّق المحلل السياسي نجيب الدزيري اليوم الخميس 29 فيفري 2024 على تصريحات رئيس الجمهورية أمس والتي خلفت جدلا، خصوصا بعد أن تطرق قيس سعيّد إلى من اعتبرهم عملاء ينسّقون مع جهات خارجية ويتقاضون أموالا من أجل الإضرار ببلادهم..
وأشار الدزيري في سياق تحليله لمضامين خطاب رئيس الجمهورية إلى أن قيس سعيّد كان يقصد الوزير السابق المنذر الزنايدي فيما يتعلق بالتنسيق مع جهات اجنبية…
وأضاف: “بشأن العمالة للصهيونية قال الدزيري ان رئيس الجمهورية يقصد القيادي في حركة النهضة رضوان المصمودي الذي ـ حسب رأيه ـ سوى بين الجلاد والضحية بعد هجوم حماس على المستوطنات الاسرائيلية في السابع من أكتوبر الماضي”.
وذكّر نجيب الدزيري في ذات السياق إلى أن: ‘برهان بسيس هو من استضاف المصمودي حينها في قناة حنبعل ليطلق تلك التصريحات وادعى انه مدافع عن القضية الفلسطينية وستتم متابعته لتعامله مع الصهاينة »، حسب تأكيده.
وواصل نجيب الدزيري بالقول أن الرئيس أشار لبعض المنصات الإعلامية التي ستقوم بالتحضير لمهاجمة نظامه بذريعة تفشي الفقر والدكتاتورية والتي يقودها رئيس حزب قلب تونس نبيل القروي.
وأضاف ان الرئيس كان يقصد حزب قلب تونس بالتعامل مع الصهيونية والحصول على دعم منه وبالتحديد القيادي حاتم المليكي حسب تصريحه اليوم في إذاعة إي آف م..
وللتذكير فإن رئيس الجمهورية قيس سعيّد كان قد استقبل ظهر الأربعاء 28 فيفري 2024 بقصر قرطاج، السيد كمال الفقي، وزير الداخلية، والسيدين مراد سعيدان، المدير العام للأمن الوطني، وحسين الغربي، المدير العام آمر الحرس الوطني.
احتجاجات مدفوعة الأجر
وتعرّض رئيس الجمهورية في سياق حديثه إلى توزيع الأموال خلال هذه الأيام من قبل نفس هذه اللوبيات في عدد من مدن الجمهورية للمشاركة في احتجاجات مدفوعة الأجر غايتها حقيرة ومفضوحة ويعلمها، والحمد لله تعالى، الشعب التونسي. فالسيارات تم تسويغها والمسالك تم تحديدها والشعارات التي سيتم رفعها تم وضعها، ومع ذلك يُقدّم هؤلاء أنفسهم في ثوب الضحية ويُلبسون على عادتهم في ذلك الحق بالباطل في تزييف الحقائق ونشر المغالطات وبثّ الفتن والإشاعات.
لا تسامح مع هؤلاء
وأكّد رئيس الجمهورية على أنه لا تسامح مع من يرتمي في أحضان الخارج استعدادا للانتخابات ويتمسّح كل يوم على أعتاب مقرات الدوائر الأجنبية. فمرة يقال فلان مرشح مدعوم من هذه العاصمة أو تلك، ومرة يشاع إسم شخص يتخفى وراءه آخر ويُقدّم على أنه مدعوم من الخارج من هذه العاصمة أو تلك. والمترشح المتمسّح على الأعتاب لا تعنيه إلا الجهة التي وعدته بالدعم ولا شأن له إطلاقا لا بمصلحة الشعب التونسي ولا بتونس، هذا فضلا على أن الذي يبحث على الدعم والمساندة من الدوائر الاستعمارية تحتقره نفس هذه الدوائر
الملاحقة القضائية لهؤلاء
كما دعا رئيس الجمهورية إلى الملاحقة القضائية لعدد من عملاء الحركة الصهيونية وتطبيق الأحكام المتعلقة بالاعتداءات على أمن الدولة الخارجي التي نصّت عليها أحكام المجلة الجزائية. وأوضح رئيس الجمهورية أن عددا من الأشخاص ممّن يتظاهرون بوقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطيني كانوا مُخبرين ولازالوا، وكانوا يتقاضون مبالغ مالية من الصهاينة المعتدين الغاصبين. ومن المفارقات الغريبة التي تشهدها تونس هذه الأيام أن من جَهَر صراحة بخيانته وعمالته، بل وندّد بكل وقاحة بحق الشعب الفلسطيني في استرجاع أرضه كاملة وهو في الخارج لم تُثر ضده أي قضية أمام المحاكم التونسية. كما أن الذي اعترف على رؤوس الملأ بدعم حملته الانتخابية سنة 2019 من الحركة الصهيونية صار اليوم معارضا في الخارج ويتقاضى إلى حد اليوم من نفس هذه الحركة، التي تشن حملة إبادة ضد الشعب الفلسطيني، ملايين طائلة لضرب بلاده.
وسائل إعلام مأجورة
ومن بين الطرق التي لجؤوا إليها هذه الأيام وسائل إعلام مأجورة يتم الاستعداد لبعثها أو برامج تلفزية يتم الترتيب لبثها أو صفحات في وسائل التواصل الإجتماعي معلومة مواقعها.
وأشار رئيس الجمهورية، في نفس هذا السياق، إلى أن أحد الذين يُقدّمون أنفسهم كل يوم من الخبراء في السياسة والاستراتيجيات وكان ترشّح في السابق في قائمة أحد الأحزاب مدفوع الأجر من قبل الصهيوني الذي كان يتجول بكل حرية في أروقة قصر باردو ويُملي أحكامه لتفجير الدولة والمجتمع.