الشكندالي: تحسن النمو مقابل ارتفاع البطالة… مقاربة عجيبة

أعرب أستاذ الاقتصاد في الجامعة التونسيّة رضا الشكندالي عن استغرابه من الإعلان عن تحسّن في نسبة النمو مقابل ارتفاع طفيف في نسبة البطالة.

واعتبر الشكندالي في حديث إلى إذاعة إكسبراس، الجمعة 15 نوفمبر، أن ذلك “مقاربة عجيبة تدعو إلى التساؤل”.

وبلغ النمو الاقتصادي لتونس 1.8 ٪، خلال الثلاثي الثالث من سنة 2024 مقارنة بالثلاثي المماثل للسنة الماضية، أي بحساب الانزلاق السنوي، وفق ما أبرزته اليوم الجمعة، التقديرات الأوّلية للحسابات القومية الثلاثية التي نشرها المعهد الوطني للإحصاء.

وفي قراءة لهذا الرقم قال الشكندالي: “بالانزلاق السنوي، تحسّنت نسبة النمو الاقتصادي من -0.4% في الثلاثي الثالث لسنة 2023 إلى 1.8% في الثلاثي الثالث لسنة 2024، وهو طبيعي جدا بما أن المرجع وهو نسبة النمو للثلاثي الثالث للسنة الماضية سالب”.

 

وأضاف: “ولكن بالانزلاق الثلاثي، تراجعت نسبة النمو الاقتصادي من 1% في الثلاثي الثاني من هذه السنة إلى 0.8% في الثلاثي الثالث من السنة 2024”.

واعتبر أستاذ الاقتصاد أن تحسّن هذا النمو الاقتصادي كان بفضل الفلاحة والتي حققت نسبة نمو بـ 10.6%، وهو لا يعني كذلك تحسّنا معتبرا لهذا القطاع بما أن المرجع هو الثلاثي الثالث من السنة الماضية، وفق قوله.

كما بين الشكندالي، أن تحسّن هذا النمو كان بالفعل تحسّنا ملحوظا للسياحة والتي حققت نموا بـ 6.1% مقارنة بالثلاثي الثالث للسنة الماضية والذي كان هو الآخر معتبرا وبـ 7.1%.

وخلص رضا الشكندالي، إلى أن هذا النمو الاقتصادي لم يكن نتيجة تطوّر الصادرات، فهذه الأخيرة سجّلت تراجعا بـ -0.1% بل كان نتيجة تطور الطلب الداخلي بـ 4.1% والأكيد أن الاستهلاك الخاص لعب دورا مهما كالعادة في تحقيق هذا التحسّن بالرغم من العوائق العديدة التي لا تشجّع على الاستهلاك ومنها سياسة الترفيع في نسبة الفائدة المديرية والتي دمّرت قطاع البناء والتشييد وهو الذي يسجل منذ سنوات نسب نمو سالبة وهذه المرة كذلك فإن نسبة النمو لهذا القطاع كانت بـ -1.2% وفق قوله.

 

ولفت الشكندالي، في المقابل، إلى ارتفاع نسبة البطالة من 15.8% سنة 2023 إلى 16% سنة 2024، معتبرا ذلك، “مقاربة عجيبة تدعو إلى التساؤل”.

 

وتساءل أستاذ الاقتصاد في هذا السياق: “كيف للنمو الاقتصادي أن يتحسّن من -0.4% إلى 1.8% مع تفاقم البطالة من 15.8% إلى 16%، اللهم إلا إذ حدثت معجزة جعلت من التونسيين خلال فترة قصيرة أي خلال ثلاثة أشهر فقط، أكثر إنتاجية، فعادة ما تتغيّر السلوكيات خلال فترات ممتدة من الزمن أي خلال سنوات عديدة لا خلال ثلاثية فقط”، وفق تعبيره.

وقال الشكندالي: “مقارنة بالثلاثي الثالث للسنة الماضية، ارتفعت بطالة الشباب (بين 15 و24 سنة) من 39.1% إلى 40.5% خاصة لدى الفتيات من 38.6% إلى 43.3% وارتفعت بطالة أصحاب الشهادات العليا من 24.6% إلى 25% خاصة لدى الذكور من 14.4% إلى 17% وقد يعود ذلك إلى خيار الهجرة إلى الخارج لهؤلاء الشبان أصحاب الشهادات العليا، بينما انخفضت نسبة البطالة لدى الشابات من ذوي الشهادات العليا من 32.9% إلى 31.6%“.

وللإشارة فقدر عدد العاطلين عن العمل في الثلاثي الثالث من سنة 2024 بنحو 667.2 ألفا مقابل 661.7 ألفا في الثلاثي الثاني من السنة نفسها أي بزيادة قدرها 5.5 آلاف.

واستقرت نسبة البطالة في الثلاثي الثالث من سنة 2024 لتبلغ 16% (مقابل 16 % في الثلاثي الثاني من السنة نفسها).

 

وانخفضت نسبة البطالة لدى الرجال إلى 13.3% خلال الثلاثي الثالث مقابل 13.6% في الثلاثي الثاني من سنة 2024.

أما بالنسبة إلى النساء فقد ارتفعت نسبة البطالة لتبلغ 22.1% خلال الثلاثي الثالث من سنة 2024 مقابل 21.3% في الثلاثي الثاني من السنة نفسها.

Exit mobile version