كأن هواءً جديداً بدأ يتسرّب إلينا. إلى حياة ساحتنا الثقافية هنا. كأننا بدأنا نخرج من النفق بالتدريج. النفق الضيق الذي حشرنا فيه. و وفق هذا المستجد الإيجابي، المتمثل في عودة الفن الهادف إلى معانقة جمهوره في تونس من جديد، من خلال احياء فرقة اكيتو العراقية لحفلها الأول في تونس ضمن فعاليات مهرجان باجة الدولي في دورته الرابعة و الاربعين. حيث استمر العرض لمدة ساعتين ونصف بافتاتحية موطني و وسط تفاعل كبير مع جمهور باجة قدمت اثنائه فرقة اكيتو وصلات غنائية من التراث العراقي و التونسي كما غنت لرموز الفن العراقي على غرار ناظم الغزالي و حاتم العراقي وكاظم الساهر بالإضافة إلى اغانيهم الخاصة و في تناغم بين جمالية الصوت و ودقة اللحن اهدت الفرقة اغنية لفلسطين تعبيرا منهم على مساندتهم للقضايا العادلة. وفي حوار لميديا بلوس مع الفنانة ايلاف سعيد اعربت عن سعادتها بتواجدها بين جمهور باجة و انها تشعر بانتماء لهذا البلد الذي يشترك في طيبة اهله وبساطتهم مع شعب العراق الشقيق، كما اضافت انها تعمل وفرقتها على انشاء كارنافال اكيتو وهي كلمة اشورية سومارية للتشبث بالموروث العراقي العريق. ومن جهة اخرى صرح السيد فتحي الشريف مدير مهرجان باجة ان هذا الخيار ناتج عن قناعة إدارة المهرجان بأهمية تداول فن الشعوب والحفاظ على التراث المشترك في كل ابعاده. كما اكد على ضرورة الارتقاء بالذوق العام من خلال ما تقدمه المهرجانات للجمهور من عروض ذات قيمة فنية وجودة عالية وان مفهوم الثقافة في بلادنا التونسية يجب أن يعكس تاريخ تونس الحضاري وخاصة مدينة باجة العريقة.
مقال لمحمد وليد