أظهرت مؤشرات أصدرها المعهد الوطني للإحصاء، بخصوص التجارة الخارجية بالأسعار الجارية لشهر أكتوبر 2023، تفاقم العجز التجاري لتونس بنسبة 26.8 ٪ لتبلغ قيمته 2000.8 مليون دينار مقارنة بشهر سبتمبر من السنة ذاتها (1578 مليون دينار).
وأرجع معهد الإحصاء تفاقم العجز إلى زيادة الصادرات بـ0.5 ٪، فقط، مقابل زيادة الواردات خلال الشهر ذاته بنسبة 6.8 ٪. وتراجعت نسبة تغطية الواردات بالصادرات للشهر أكتوبر بـ4.5 نقطة لتصل إلى مستوى 71.7 ٪، بحسب المؤشرات ذاتها.
واللافت أن عجز الميزان التجاري للسلع الذي تظهره مؤشرات معهد الإحصاء في تونس ناتج عن عجز مسجل بصفة ملحوظة في المبادلات التجارية مع روسيا والصين وتركيا. فقد بيّنت المعطيات الواردة في نشريّة معهد الإحصاء بخصوص التبادل التجاري دخول روسيا ضمن البلدان التي تعرف معها تونس عجزا تجاريّا هامّا. فقد شهد العجز التجاري بين تونس وروسيا تطوّرا خلال السنوات الأخيرة وعرف ذروته في 2023.
وأظهرت المؤشرات تراجع صادرات تونس نحو روسيا بنسبة 8.7 ٪ مقابل ارتفاع الواردات بنسبة 67.3 ٪. كما سجّلت صادرات تونس نحو تركيا تراجعا بنسبة 43.8 ٪ مقابل ارتفاع الواردات بنسبة 26.9 ٪. في حين سجّلت الواردات من الصين ارتفاعا خلال شهر أكتوبر بنسبة 23.6 ٪.
وعرفت صادرات تونس إلى بلدان الإتحاد الأوروبي تراجعا بنسبة 3.7 ٪. وسجّلت أبرز الانخفاضات مع إيطاليا (22.5٪) وألمانيا (8 ٪). فيما زادت هذه الصادرات في اتجاه إسبانيا (43.4 ٪) وفرنسا (1.5 ٪). بينما تقلّصت الصادرات باتجاه بلدان المغرب العربي بنسبة 7.4 ٪. واقتنت تونس أقل بـ1.3 ٪ من الاتحاد الأوروبي بعد تراجع مقتنياتها من إيطاليا (25.7 ٪) ومن هولاندا (27 ٪) مقابل زيادة هذه المقتنيات من إسبانيا (39 ٪) وفرنسا (3.4 ٪) وألمانيا (3 ٪).
وتراجعت مشتريات تونس من بلدان المغرب العربي بنسبة 43.9 ٪، خاصّة من الجزائر إذ تراجعت بنسبة 51.2 ٪. عموما، سجلت صادرات البلاد تراجعا في أغلب القطاعات باستثناء قطاع الطّاقة، الذّي زادت صادراته وبشكل هام في حدود 87 ٪، وهو ما يفسر الزيادة الطفيفة المسجلة في إجمالي الصادرات.
وفي المقابل تراجعت صادرات الصناعات الميكانيكية والكهربائية بنسبة 2.2 ٪ ويعود ذلك، أساسا، إلى تراجع صادرات الأسلاك والكابلات الموصلة.
أما بخصوص الواردات، فقد اقتنت تونس من الخارج خلال أكتوبر أكثر بـ6.8 ٪ مقارنة بسبتمبر2023.
وشمل المنحى التصاعدي جميع مجموعات المنتجات باستثناء منتجات الطّاقة، التّي تراجعت بنسبة 3.6 ٪. وتأتّى ثُلثا زيادة الواردات، بحسب المعهد الوطني للإحصاء، من واردات موّاد التجهيز، التّي ارتفعت بنسبة 34.2 ٪ بعد تراجعها خلال سبتمبر 2023.
كما ساهمت الموّاد الاستهلاكيّة في ارتفاع الواردات بنسبة 4 ٪ أبرزها كان المنتجات الصيدلانية وقطع غيار السيّارات.